مقدمة

حليم دموس شاعر مجيد أديب مجدد وصحافي رصين... ولد عام 1888 في زحلة وتلقى دراسته في الكلية الشرقية بزحلة، وكان من أساتذته فيها العلامة والمؤرخ عيسى إسكندر المعلوف (1869-1956). نظم الشعر وهو في العاشرة من عمره قبل أن يتعلم أصوله ويدرسه، وكان لوالده الفضل في توجيهه إليه، ولما شب عن الطوق كان لا هم له إلا التعرف على الأدباء والشعراء ومجالستهم ومذاكرتهم ومباحثتهم ومطالعة كتب الأدب ودواوين الشعر. عمل في حقل الصحافة محرراً ومراسلاً ومنشئاً، فحرر مدة في مجلة المهذب في زحلة، وأنشأ عام 1933 جريدة سماها (الأيام) أصدرها أسبوعية أدبية سياسية مدة ثلاث سنوات وانضم عام 1935 إلى جريدة (الاتحاد اللبناني) التي كان يصدرها الأب أنطون عقل، فتولى فيها إصدار صفحة أدبية وظل فيها حتى تخلى عنها الأب عقل وباعها إلى إسكندر البستاني وشكري داغر. هاجر إلى البرازيل في تشرين الثاني عام 1905 وقضى فيها ثلاث سنوات ثم عاد عام 1908 إلى بيروت، وعمل أستاذاً للغة العربية في الكلية العلمانية الفرنسية وبعد أن ترك التدريس عاد إلى مسقط رأسه في زحلة ليحرر من جديد في جريدته المهذب. انتقل بعد ذلك إلى دمشق حيث عمل في سكة الحديد، وفي تلك الفترة ألف كتابه (المثالث والمثاني) وفي عام 1932 استقال من وظيفته وأصدر جريدة الأيام عام 1933. كان دمث الأخلاق مثالي التهذيب، رقيق الحاشية، وهب حياته للأدب والشعر والكتابة ومجالسة أصدقاء الأدب، وقد كان من أصدقاء الدكتور (داهش) المقربين والمؤيدين لأفكاره ودعوته والمناصرين له. توفي في السابع والعشرين من أيلول عام 1957 في جونيه ودفن فيها.