مقدمة

إن كانت رواية الأربعينيات الإسبانية قد تميزت بالرداءة، فإن حقبة الخمسينيات هي حقبة الذروة. وفي هذا الإطار لا بدَّ من ذكر تاريخين مهمين هما: 1951 وهو تاريخ نشر رواية "خلية النحل"، والنقلة النوعيّة للرواية تجاه القصة الموضوعيّة؛ وعام 1962 وهو التاريخ الذي كتب فيه لويس مارتين سانتوس روايته "زمان الصمت" لينتج عن ذلك انعطاف عن التيار الاجتماعي. غير أنَّ العديد من النقاد اعتبر رواية "خلية النحل" أنّها مبشِّر التيار الاجتماعي، فمع هذه الرواية فُتحت مرحلة جديدة، وساد في هذه الحقبة أدبٌ واقعيٌّ كان هدفه إظهار الواقع من خلال الملاحظة الدقيقة، وإخضاع تركيبات هذا الواقع إلى النقد. إنه أدبٌ واقعي وظيفته أخلاقية وسياسية أيضاً. وخلال هذه السنوات تعايش كتاب الدفعة الأولى لمرحلة ما بعد الحرب الأهلية، ومجموعة من الكتاب الشباب، الذين كانوا قد أصبحوا معروفين في تلك الأثناء. بالنسبة للكتَّاب الذين وُلدوا بين عامي 1925 و1931، فقد تلقوا اسم "جيل منتصف القرن"، واسم "جيل الـ55"، "وبين الأسماء البارزة نذكر: إجناسيو ألديكوا، خسوس فيرنانديز سانتوس، خوان بينيت، كارمن مارتين جايتي، رافائيل سانشيز فيرلوسيو، خوان جارثيا أورتيلانو، آنا ماريا ماتوتي، خوان جويتسولو، خوان مارسي ولويس جويتسولو. لقد طوَّر هؤلاء الكتَّاب قصصاً، واقعية، ذات سلوك نقدي ورؤية موضوعيّة.