مقدمة

يعد الكاتب الإيطالي الشهير إلجيري دانتي الأب الروحي للأدب الإيطالي، وتُعدّ مؤلفاته، وأفكاره منعطفاً تاريخياً لتعددية الأدب الإيطالي باتجاهاته التاريخية، والفلسفية، فالأدب الإيطالي قبل دانتي ليس هو الأدب الإيطالي من بعده لأن التطورات التي أضافها دانتي كانت كبيرة ومدهشة، ولأن تأثيره في آداب الكتّاب الطليان كانت كثيرة ومدهشة أيضاً.

أهم أعماله (الكوميدية الآلهية) وهو ما منحه الشهرة العالمية، فتخطّت الحدود الإيطالية إلى مختلف أنحاء العالم، ولم يكن هذا الكتاب سوى تتويج لمؤلفات دانتي الكثيرة والمتعددة، وتتويج لنشاطه الثقافي، والفكري، والاجتماعي، والسياسي، فقد حاز مؤلفه (في الحكم) شهرة واسعة جداً في البلاد الإيطالية ذلك لأنه تصدى لفكرة شديدة الخطورة في عصره، وهي القول بفصل سلطة الدين عن سلطة الحياة المدنية، أو فصل سلطة الكنيسة عن سلطة الحكم السياسي بحيث لا تتدخل سلطة في شؤون السلطة الأخرى، مع المحافظة على قوة السلطتين، قوة البابا، وقوة الإمبراطور (أو الحاكم)، أي من دون خضوع سلطة لسلطة، وجعل العلاقة قائمة على الاحترام للقيم، والإنسان، والعقائد، والحريات.