مقدمة

أحمد الطيب العَلْج كاتب وممثل ومخرج مسرحي مغربي، ولد في التاسع من أيلول عام 1928 في مدينة (فاس) العاصمة العلمية للمغرب، ولم يتعلم في صغره تعليماً نظامياً، بل دخل (الكتّاب) ولم يلبث أن كرهه بسبب قساوة الشيخ الذي كان يجلد التلاميذ صباح كل سبت، بسبب وبغير سبب، معتقداً أن الضرب يفتح البصيرة.

بعد أن غادر الكتّاب الذي لم يزدْه علماً، راح يثقّف نفسه بنفسه، ثم عمل بالتجارة وبيع الخضار وهو ما يزال طري العود، كما عمل بالتمثيل والتأليف والإخراج، وتدرب على الفنون المسرحية (1951 – 1953)، ودرّس المسرح في مسرح الدول في باريس 1960، كما درّس علم أصول التدريس المسرحي في باريس أيضاً عام 1964.

عمل رئيساً لقسم الفنون الشعبية في مسرح محمد الخامس في الرباط، ومُنح وسام الرضى من الدرجة الأولى، ووسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى، والجائزة الأولى للتأليف المسرحي عن ملاك الدويرة.

عمل بالتجارة وبيع الخضار صغيراً، لأنه خاف أن يكبر ويصبح بلا حرفة، وقد اكتسب فيها مهارة فائقة بحكم الممارسة المبكرة، إلا أن اشتغاله فيها لم يفصلْ بينه وبين أصدقائه، وكانوا جميعاً تلاميذ وطلاباً يترددون على المعمل الذي يشتغل فيه، وكان يحضّر لهم الشاي على طريقة "الحرايفيين" المغاربة.

اتفق مع طالب صديق أن يقدّم له مستلزمات الدراسة، وتسديد كل المصاريف التي يحتاج إليها، مقابل أن يعلّمه الحروف الهجائية، ويساعد على محاربة الأميّة والجهل، حتى تعلم القراءة والكتابة وقواعد النحو، فقد رفض وصمة الجهل، كما رفض بنفس الإصرار والحدّة ظلم فقيه الكتّاب.