مقدمة

شرف الدين، أبو عبد الله، محمّد بن سعيد بن حمّاد، الصنهاجيّ، البوصيريّ. كان أبوه من بوصير وأمّه مِن دِلاص، فلقّب نفسه بالدِّلاصيريّ بنَحت النسبتَين. وُلد على الأرجح سنة 608هـ في بَهشيم من أعمال البَهنَسا في الصعيد، وتوفّي سنة 698هـ[1].

كان فقيهًا وكاتبًا وحاسبًا وشاعرًا. تفتّحت ملكاته الأدبيّة والشعريّة باكرًا. أمّا نشأته ففي دِلاص حيث تلقّى علومه الأُولى، ثمّ انتقل إلى القاهرة، حيثُ تفقّه بعلوم العربيّة والأدب. يذكر بروكلمان أنّه سكن القدس عشرَ سنوات، ثم انتقل إلى المدينة، حيث قضى ثلاثَ عشرةَ سنة يعلّم القرآن. ثمّ عاد إلى مصر ليَدخل في خدمة الدولة سنة 659هـ، فيعمل كاتبًا في بَلبَيس الشرقية. وبعد أربع سنوات، يغادر الوظيفة، ويُنشئ كُتّابًا لتعليم القرآن الكريم. ثمّ يَقصد الإسكندرية محاولاً التكسّب بالشعر، ثم يفتح كُتّابًا لتعليم القرآن الكريم.

من أَبرز شيوخه أبو الحسن الشاذليّ وأبو العبّاس المرسي، وعنهما أخذ الطريقة الشاذليّة. ولعلّ هذا ما صرفه عن طريق المحبة الإلهية إلى المديح النبويّ. ومن تلاميذه علم الدين السخاوي. وقد عاشر العديد من شعراء زمانه، منهم: ابن النبيه، وابن الفارض، وابن مطروح، والبهاء زهير، وغيرهم كثير...

تقدمت به السنّ كثيرًا، وكان مصابًا بمرض البرسام، وتنتابه حالاتٌ من الإغماء، إلى أن وافته المنية سنة 698هـ.

[1] يرجح ضيف هذين العامين للولادة والوفاة. أما مكان الوفاة فمختلف عليه.