الأوپرا والغِناء

صوتُ الإنسانِ أداةٌ موسيقيّةٌ مُتنوِّعةُ القُدُراتِ أَلهَمَت كثيرًا مِنَ المؤلِّفينَ الموسيقيّينَ تأليفَ ألحانٍ جَميلةٍ للأفرادِ والمَجموعاتِ مِنَ المُغنّينَ وجَوقاتِ الإنشادِ (choirs). كلُّ صوتٍ فَريدٌ. لبعضِ النِّساءِ أصواتُ سوپرانو (عاليةُ الطَّبقةِ)، ولأُخرَياتٍ أصواتٌ عَميقةٌ ثريّةٌ ذاتُ طَبَقةِ أَدنى قليلًا، وهي الطَّبَقةُ العُليا الثّالثةُ في نِظامِ الأربَعِ طَبَقاتٍ. صوتُ الذُّكورِ يَتراوَحُ بينَ طَبَقةِ الكَونتَرتينُور (countertenor) (وهي طبقةٌ عاليةٌ جدًّا في صوتِ الذُّكورِ) وطَبَقةِ الجَهيرِ المُنخفِضِ. هناكَ تَنويعاتٌ (دَرَجاتٌ) بينَ هذه الطَّبَقاتِ.كانَ الرُّهبانُ يُغَنّونَ في العُصورِ الوسطى، وكانَ غِناؤهم جُزءًا من طُقوسِهِم الدِّينيّةِ، كما كانَ الشُّعَراءُ والمُغَنّونَ المُتجوِّلونُ (التّروبادور) (troubadours) يُغَنّونَ أغانيَ عَنِ الحُبِّ والشَّجاعةِ. في القَرنِ السّابِـعَ عَشرَ، بَدأَ في إيطاليا نوعٌ جَديدٌ مِنَ المَسرَحيّاتِ المُغَنّاةِ سُمِّيَت أوپِرا. الأشكالُ الموسيقيّةُ الجديدةُ تَطلَّبَت أصواتًا مُدرَّبةً. ولم يأتِ القَرنُ الثّامِنَ عَشرَ في أوروبا إلّا وكانَ هناكَ مُغَنّونَ مُحترِفونَ عِظامُ يُطرِبونَ المُستمِعينَ في كلِّ مَكانٍ. اليومَ، يؤدّي المُغَنّونَ كلَّ أنواعِ الموسيقى التّاريخيّةِ، ولكنّهم يُفتِّشونَ عن طُرُقٍ جديدةٍ لاستِعمالِ أصواتِهم.