الصّواريخ والقذائف

اِختِراعُ مُحرِّكِ الصّاروخِ كانَ عَلامةً بارِزةً في تاريخِ الإنسانِ، إذ لم يُعطِهِ فقط أداةً يَستكشِفُ بها الفَضاءَ لكنّه أَدّى أيضًا إلى إنتاجِ القَذائفِ، وهي أداةُ تَدميرٍ فَظيعةٌ. مُحرِّكُ الصّاروخِ أَقوى المُحرِّكاتِ، فلديهِ قوّةٌ على دَفعِ مَركَبةِ فَضاءٍ بسُرعةٍ تَزيدُ على 40 ألفَ كم/سا، وهي السُّرعةُ الضَّروريّةُ للتَّحرُّرِ مِنَ الجاذبيّةِ الأَرضيّةِ. يَحترِقُ الوَقودُ في مُحرِّكِ الصّاروخِ فيُنتِجُ غازاتٍ تَندفِعُ من فُوَّهةٍ في مؤخّرةِ الصّاروخِ دافِعةً الصّاروخَ قُدُمًا. على عَكسِ المُحرِّكاتِ الأُخرى، لا تَحتاجُ الصَّواريخُ إلى استِعمالِ الأُكسِجينِ منَ الهَواءِ لحَرْقِ وَقودِها، فهي تَحمِلُ حاجَتَها منَ الأُكسِجين معها، في حالةٍ سائلةٍ عادةً، حتّى تَستَطيعَ العَمَلَ في الفَضاءِ حيثُ لا هواءَ. هناكَ فَرقٌ رَئيسٌ واحدٌ بين الصّاروخِ الفضائيِّ والقَذيفةِ؛ القَذيفةُ تَحمِلُ رأسًا حَربيًّا يَتفجَّرُ بَدَلًا من ساتِل أو حُمولةٍ من بَشَرٍ.