المكسيك

من قَديمِ الزَّمَنِ تَكمُنُ ثَروةُ المكسيك في خَيراتِ أَرضِها. الأحجارُ الكَريمةُ مَطمورةٌ في سَلاسِلِ جِبالِها والمَحاصيلُ الوَفيرةُ تَنمو في وِديانِها والبِترولُ يَتدفَّقُ من آبارِها على السَّواحِلِ. بَدأَ المكسيكيّونَ يَستغِلّونَ بعضَ هذه الثَّرواتِ منذُ قُرونٍ. تُطعِمُ الزِّراعةُ مُعظَمَ السُّكّانِ، واستُعدِنَتِ الفِضّةُ من مَناجِمِها لصُنعِ مُجَوهراتٍ جَميلةٍ. أَغرَت ثَروةُ البِلادِ المَعدِنيّةُ المُستَعمِرينَ الأوروبيّينَ في القَرنِ السّادِسَ عَشرَ، وحَكَمَت إسبانيا المكسيك ثلاثةَ قُرونٍ. وحَصَلَ السُّكّانُ على الاستِقلالِ عامَ 1821، لكنّ هؤلاءِ المُستعمِرينَ أَورَثوا البِلادَ لُغَتَهم الإسبانيّةَ التي يَتكلَّمُها السُّكّانُ الذين يَبلُغُ تَعدادُهم حوالي 113 مليونًا. جَلَبَ اكتِشافُ البِترولِ في أوائلِ القَرنِ العِشرينَ ثَروةً جديدةً للبِلاد، فاستَثمَرَتها الحُكومةُ في مَصانِعَ حَديثةٍ وخِدماتٍ اجتِماعيّةٍ لمُحارَبةِ الجوعِ والمَرَضِ والنُّهوضِ بالتَّعليمِ. لكن على الرُّغمِ من أنّ لمَصانِعِ المكسيك ومَزارِعِها إمكاناتٌ عَظيمةٌ للمُستقبَلِ، تُواجِهُ البِلادُ مَشكِلاتٍ في الوَقتِ الحاضِرِ، ففُرَصُ العَمَلِ قَليلةٌ والفَقرُ مُنتشِرٌ وأسعارُ كثيرٍ مِنَ المَوادِّ الأساسيّةِ في ارتِفاعٍ يوميٍّ تقريبًا.