مقدمة

أبو إسحق إبراهيم بن أبي العَيش سهل الإسرائيليّ الإشبيليّ، ثمّ الإسلاميّ. مِن أصل يهوديّ، ثمّ أسلم وحَسُن إسلامه. وقد اختلفت الآراء حول حقيقة إسلامه، ومن أقواله لمن سأله عن دينه: "للناس ما ظهر، ولله ما استتر".

وُلد في إشبيلية سنة 609هـ، من أسرة متوسّطة الحال، على قدر من المال؛ فانصرف إلى تلقي العلم على أشهر الأساتذة، يساعده على ذلك استعداد فطريّ وطموح معتدل.

أمضى فترة الشباب في حياة هادئة لاهية، وكان للظروف السياسيّة القاسية من حوله أثر كبير في ميله إلى الكآبة والحزن.

ارتحل سنة 641هـ إلى جزيرة ميورقة، حيث قضى بعض الوقت. ثم توجّه سنة 642هـ إلى سبتة، حيث أمضى عامين، عمل فيهما كاتبًا لابن خلاص؛ فكانت هذه المرحلة من أخصب مراحل إنتاجه الشعريّ. ومن سبتة انتقل إلى مراكش، حيث أصبح شاعر الخليفة.

ويتوفّى الشاعر في الخمسين من عمره غريقًا، أمّا ملابسات حادث الغرق وسنته فاختلفوا فيها، ولكن الأرجح أن ذلك كان سنة 659هـ.