مقدمة

إلياس موسى سمعان صالح، شاعر، ومترجم، ودبلوماسي، وقاضٍ ومؤرخ... ولد في السادس والعشرين من كانون الثاني عام 1836 في اللاذقية في أسرة هربت من غزة بفلسطين، ولجأت إلى اللاذقية، تخلصاً من بطش الوالي العثماني أحمد باشا الجزّار على صيدا والشام، وأمير الحج الذي جعل مقره في عكا...

حين شب إلياس صالح عن الطوق، أخذ يَدْرس على نفسه مبادئ اللغات العربية والفرنسية والإيطالية، حتى أتقنها كلها، لكنه برع بالعربية واتخذها وسيلة لدخول ميدان العمل، ولما أنشأ المرسلون الأميركيون عام 1859 مدرسة في اللاذقية انتسب إليها، ودرس على أساتذتها كتاب "فصل الخطاب في أصول لغة الأعراب" لناصيف اليازجي (1800-1871) وبعد أن انتهى منه درس كتاب "عقد الجمان في المعاني والبيان" ثم كتاب "نقطة الدائرة في العروض والقوافي" لليازجي أيضاً، وأخيراً شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك..

عُين عام 1866 ترجماناً لقنصلية أميركا الشمالية في اللاذقية، لكنه لم يلبثْ أن استقال منها، ليعمل في التجارة، ولما لم يلقَ نجاحاً فيها التزم تحصيل أعشار مدينتي اللاذقية وجبلة.

تولى عام 1872 إدارة قنصلية أميركا في اللاذقية، لكنه استقال منها بعد مضي ثلاث سنوات، وانخرط في سلك موظفي الدولة، فعُيّن عضواً في المحكمة الابتدائية، وظل في هذا المنصب حتى وافته المنية في الخامس عشر من أيلول سنة 1885 وهو في السادسة والأربعين من عمره، وقد رثاه كل من أسعد خليل داغر، وحنا نقّاش، وسامي كومين، وإلياس نوفل، وإبراهيم رزّوق، وإسحق شيبوب...