حَديقة حَيَوانات مُتجمِّدة

الدِّبَبةُ القُطبيّةُ، وعُجولُ البَحرِ، والثَّعالِبُ القُطبيّةُ - لعلَّكَ تَتصوَّرُ أنّ بإمكانِكَ أن تَجِدَ هذه الحيواناتِ في حَديقةِ حيواناتٍ في مكانٍ ما منَ الدّائرةِ القُطبيّةِ الشَّماليّةِ المُتجمِّدةِ. على أنّ حَديقةَ حيواناتٍ مُتجمِّدةً تَختلِفُ اختِلافًا كبيرًا عن حَديقةِ الحيواناتِ العاديّةِ. لن تَجِدَ هناك حيواناتٍ - لكن ستَجِدُ مَنِيَّ حيواناتٍ، وبُيوضَها، وأَجِنّتها، وزَرائعَ خَلَويّةً لها، وأَنسِجةً منها. عَيِّناتٌ مثلُ هذه تَحتَوي على مَوادَّ وِراثيّةٍ (جينيّةٍ) للحيواناتِ. المادّةُ الوِراثيّةُ لحيوانٍ مُفرَدٍ، أو الـ د ن أ/DNA (الحَمْض النَّوَويّ الرّيبيّ المَنقوص الأُكسِجين)، هي ما يُقرِّرُ حَجمَ الحيوانِ، وشَكلَه، ولَونَه، وغيرَ ذلك منَ الخَصائصِ الفيزيائيّةِ. المادّةُ الوِراثيّةُ يُمكِنُ أَيضًا أن تَدعَمَ قُدرةَ نَوعٍ كامِلٍ على البَقاءِ. العُلَماءُ منذُ ما يَزيدُ عن 30 سنةً، يَجمَعونَ ويُجمِّدونَ مَوادَّ وِراثيّةً من حيواناتٍ مُهدَّدةٍ بالِانقِراضِ. لماذا؟ حِمايةُ البيئةِ. المَوادُّ الوِراثيّةُ تُساعِدُ العُلَماءَ على حِمايةِ وتَقويةِ أَعدادِ الحيواناتِ المُعرَّضةِ للِانقِراضِ. مع الـ د ن أ، بإمكانِ العُلَماءِ المُساعَدةُ، باستِخدامِ أَساليبِ إنسالٍ جديدةٍ، على زيادةِ عَدَدِ النَّسلِ وتَحسينِ فُرَصِ النَّوعِ كلِّه لتجنُّبِ الِانقِراضِ.