الدِّيدَان

إذا سِرتَ على شاطِىء البَحْرِ بَعْدَ الجَزْر، فقد تُشاهِدُ لَفائفَ من الرَّمل المُوحِلِ أشبَهَ بمعجون أسنانٍ انبَثق من أُنبُوبِه. وهي في الواقِعِ فَضَلاتُ ديدانٍ عُرْويَّةٍ حَلقيَّةٍ خَبيئةٍ تحتَ سَطح الرِّمال. هذه الدِّيدانُ حيواناتٌ ذاتُ جِسْمٍ طويلٍ مُشَدَّفٍ إلى حَلقاتٍ عديدة؛ وهي كالخَراطين (ديدانِ الأَرْض) والعَلَقِ تَنْتَمي إلى شُعْبةِ الحَلْقيَّات (الديدان المُشَدَّفة) التي تؤلِّفُ قِسْمًا صغيرًا من الديدان التي كُلُّها حيواناتٌ لافَقَاريَّة. هنالك شُعْبتانِ أُخرَيان كبيرتان من الديدانِ هُمَا شُعْبَةُ الديدان المُسَطَّحةِ وشُعْبَةُ الديدان المُدَوَّرة (المَمْسُودة)؛ وكِلتاهما غيرُ مُشَدَّفةٍ يعيشُ الكثيرُ منها طُفَيليًّا داخِلَ الحيَواناتِ الأُخرى. والديدانُ الطُفَيليَّةُ عامَّةُ الانتِشار في الحيواناتِ البَريَّة لكِنَّها تَغْزو أيضًا الحيواناتِ الدَّاجِنَةَ والمُدَلَّلة. ويتَسَبَّبُ بعضُها في أمراضٍ تُصيبُ الإنسانَ كالعَمَى النهري (داء كلّابيّة الذَّنَب) وداءِ الفَيَل.