الثَّورة الرّوسيّة

قامَ الشَّعبُ الرّوسيُّ بثَورةٍ عامَ 1917 غَيَّرَت مَجرى التّاريخِ الحَديثِ. كانَ الشَّعبُ في حاجةٍ يائسةٍ إلى التَّغييرِ. كانَت روسيا تَخسَرُ خَسائرَ فادِحةً في حَربِها ضِدَّ ألمانيا في الحَربِ العالَميّةِ الأولى. نَدَرَ الطَّعامُ والوَقودُ، وماتَ الكَثيرونَ أو أَشرَفوا على المَوتِ جُوعًا. ليمَ القَيصَرُ نقولا الثّاني على كَثيرٍ من ذلكَ. في آذار (مارس) 1917 (فبراير حسبَ تَقويمِ روسيا القَديمِ) حَدَثَ إضرابٌ عامٌّ في پتروڠراد (سان پيترزبورڠ) ضِدَّ الفَوضى التي أَحدَثَتها الحَربُ. أُجبرَ القَيصَرُ على التّخلّي عَنِ العَرشِ، وكَوَّنَت مَجموعةٌ مِنَ المَنشَڤيكِ (أي الثُّوّارُ الأَقلّيّةُ) حُكومةً مؤقّتةً سُرعانَ ما سَقَطَت لفَشَلِها في إنهاءِ الحَربِ. في تشرين الثّاني (نوڤمبر)، استَولى البُلشڤيك (الثُّوّارُ الأَغلَبيّةُ) الذين كانوا ثُوّارًا أَكثَرَ تَطرُّفًا فأَنهوا الحَربَ مع ألمانيا وأَنشأوا أوّلَ حُكومةٍ شيوعيّةٍ في العالَمِ بقيادةِ لينين وأَعلَنوا البِلادَ جُمهوريّةً سوڤييتيّةً. كانَتِ الثَّورةُ أوّلَ استيلاءٍ شيوعيٍّ على حُكمٍ في العالَمِ وأَلهَمَت غَيرَها في ما بعدُ.