حياة ما قبل التاريخ

عندما تَكوَّنَ كَوكَبُ الأَرضِ منذ أكثَرَ من 4600 مليونِ عامٍ، لم تَكُن هناكَ حياةٌ. كانَتِ العَواصِفُ المَطيرةُ الجارِفةُ مُحتدِمةٌ وصَواعِقُ البَرقِ تَتَوالى والبَراكينُ تتفجَّرُ غازاتٍ سامّةً، ولم يَكُن هناكَ غِلافٌ جَوّيٌّ يَحمي الأَرضَ من إشعاعاتِ الشَّمس. لكنّ بحارًا ضَحلةً تَكوَّنَت ببُطءٍ، وظَهَرَت فيها أولى أشكالِ الحَياةِ يَحميها الماءُ. إنّنا نَدعو هذه البِداياتِ الأولى "ما قبلَ التّاريخِ"، لأنّها حَدَثَت قبلَ التّاريخِ المَكتوبِ. الأحافيرُ - بَقايا الحَيَوانِ والنَّباتِ المُتحجِّرةِ المَحفوظةِ - تَمُدُّنا بالسِّجِلّاتِ الوَحيدةِ لحَياةِ ما قبلَ التّاريخِ. تُنبِئُنا أحافيرُ تَعودُ إلى أَكثَرَ من 2000 مليونِ عامٍ مَضَت، أنّ البَكتِريا من أوّلِ أشكالِ الحَياةِ. ثمّ بالتَّدريجِ تَطوَّرَت نَباتاتٍ تُدعى الطَّحالِبَ الزَّرقاء المخضرّة  وأَنتَجَت أُكسِجينًا - الغازُ الذي تَحتاجُهُ النَّباتاتُ والحَيَواناتُ لتَعيشَ. اِنطلَقَ الأكسِجينُ مِنَ البَحرِ إلى الهَواءِ وشَكَّلَ غِطاءً مِنَ الأوزونِ واقيًّا من إشعاعاتِ الشَّمسِ الضّارّةِ في الغِلافِ الجَوّيِّ. حَجَبَ الأوزونُ تلكَ الإشعاعاتِ، فبَدأَتِ الكائناتُ الحَيّةُ غَزوَ الأَرضِ والطَّيرانَ في الهَواءِ. مَلايينُ الأنواعِ مِنَ الحَيَواناتِ والنَّباتاتِ وُجِدَت منذُ ظُهورِ أُولى عَلاماتِ الحَياةِ - بَعضُها كالحَشَراتِ ازدَهَرَت. أُخرى كالدينصورات انقَرَضَت مع تَغيُّرِ البيئةِ.