الطّائرات الحربيّة

بعدَ سَنَواتٍ قليلةٍ مِنَ أوّلِ رِحلةِ طَيَرانٍ في التّاريخِ قامَ بها الأَخوانِ رايت عامَ 1903 في طائرةٍ تَدفَعُها محرِّكاتٌ لا مُجرَّدَ هَواءٍ، أَخَذَتِ الطّائراتُ تَطيرُ كأسلِحةِ حَربٍ. هذه الطّائراتُ الأولى كانَت مَكِناتٍ هَشّةً مَصنوعةً منَ الخَشَبِ والقُماشِ خِيطا معًا بأسلاكٍ من فولاذٍ، ومُسلَّحةً بمِدفَعٍ رَشّاشٍ أو مِدفَعَينِ. عندَ نِهايةِ الحَربِ العالَميّةِ الأولى عامَ 1918، تَطوَّرتِ الطّائراتُ الحَربيّةُ فأَصبَحَت قاذِفاتٍ كَبيرةً بَعيدةَ المَدى تُهاجِمُ المُدُنَ البَعيدةَ أو المُنشآتِ العَسكَريّةَ، ومُقاتِلاتٍ صَغيرةً مُناوِرةً لتَحطيمِ طائراتِ العَدوِّ. إلّا أنّ هذه الطّائراتِ تَبدو بِدائيّةً مُقارَنةً بالطّائراتِ الحَربيّةِ الحَديثةِ. أَحدَثُ الطّائراتِ تُصنَعُ من أَخَفِّ المَوادِّ وأَقواها، تُسيِّرُها مُحرِّكاتٌ نَفّاثةٌ تَدفَعُها خِلالَ الهَواءِ بسُرعةِ طَلقةِ رَصاصةٍ، وتَتسلَّحُ بمَجموعاتٍ مِنَ الأَسلِحةِ الرَّهيبةِ. هي أيضًا مَرِنةٌ، فبِتَعديلٍ طفيفٍ يُمكِنُ للطّائرةِ الواحدةِ أن تُستعمَلَ مُقاتِلةً أو قاذِفةً أو للاستِطلاعِ الجَوِّيّ.