الطّائرات الورقيّة والشّراعيّة

ما من جِسمٍ طائرٍ صِناعيٍّ أَقدَمُ من الطائراتِ الوَرَقيّةِ (kites). طَيَّرَ الصّينيّونَ طائراتٍ من حريرٍ منذُ أكثرَ من 3000 عامٍ. وتَقولُ الأَساطيرُ كيف أخافَ الجِنِرالُ هوان ثنڠ أعداءَهُ في عامِ 202 ق.م بطائراتٍ وَرَقيّةٍ كانَت خُيوطُها المَشدودةُ جدًّا تُصدِرُ أصواتَ عُواءٍ في النَّسيمِ. وبعدَ ذلك بألفٍ وخمسمئةِ عامٍ، عادَ الرَّحّالةُ الإيطاليُّ ماركو پولو، مِنَ الصّينِ بحِكاياتٍ عن طائراتٍ وَرَقيّةٍ كبيرةٍ تُدَلّي المَساجينَ في الهواءِ لفَحصِ هُبوبِ الرِّياحِ. أمّا في أوروبا فقد لَعِبَ الأطفالُ بالطائراتِ الوَرَقيّةِ لأَكثَرَ من ألفِ عامٍ. يَعودُ الفَضلُ في نُشوءِ الطّائراتِ الشِّراعيّةِ إلى الطائراتِ الوَرَقيّةِ. الطّائراتُ الشِّراعيّةُ نَفسُها قديمةٌ. حوالي عامِ 1800 اكتَشَفَ المُخترِعُ الإنجليزيُّ جورج كايلي أنّ الطائراتِ الوَرَقيّةَ ذاتَ الأَجنِحةِ القَوسيّةِ وذاتَ الذَّيلِ يُمكِنُها الانزِلاقُ في الهواءِ دونَ حاجةٍ إلى هَبّاتِ نَسيمٍ تَرفَعُها أو خَيطٍ يُوجِّهُها. ثمّ بَنى كايلي بعد ذلكَ طائرةً شِراعيّةً كبيرةً لدرَجةِ أنّها تَكفي لحَملِ شَخصٍ. هذا النَّموذَجُ التَّجريبيُّ كانَ طَليعةً لا للطّائراتِ الشِّراعيّةِ الانسِيابيّةِ العَصريّةِ فحسب بل لكلِّ الطّائراتِ ذاتِ الأَجنِحةِ.