الفحم الحجريّ

استَعمَلَهُ النّاسُ للطَّبخِ والتَّدفئةِ لآلافِ السِّنينَ وفي القَرنِ التّاسِعَ عَشرَ كانَ أهمَّ وَقودٍ في العالَمِ إذ إنّه شَغَّلَ المَكِناتِ البُخاريّةَ التي جَعلَتِ الثَّورةَ الصِّناعيّةَ مُمكِنةً. ما يَزالُ الفَحمُ الحَجَريُّ اليومَ يُستعمَلُ بكمّيّاتٍ كبيرةٍ في مَحَطّاتِ تَوليدِ الكَهرباءِ بصفةٍ رَئيسيّةٍ وهو يُلَبّي كثيرًا من حاجةِ العالَم إلى الوَقودِ. والفَحمُ الحَجَريُّ أيضًا مادّةٌ أوّليّةٌ ضَروريّةٌ لصُنعِ مُنتَجاتٍ كثيرةٍ أهمُّها الحَديدُ والفولاذُ. كثيرًا ما يُسَمّى الفَحمُ الحَجَريُّ وَقودًا أُحفوريًّا لأنّهُ متكوِّنٌ مِنَ البَقايا الأُحفوريّةِ، أو المُتحجِّرةِ، لنَباتاتٍ تحَجَّرَت منذُ مَلايينِ السِّنينَ. أحيانًا تَرى في قِطعةِ فَحمٍ وَسمَ، أو طابِعَ، نَباتٍ أو حَشَرةٍ من عُصورِ ما قبلَ التّاريخِ السَّحيقةِ. تَحتَوي الأَرضُ على احتياطيٍّ مِنَ الفَحمِ يَكفي لمِئاتِ السِّنينَ شريطةَ الاستِعمالِ الحَريصِ. لكنّ كثيرينَ قَلِقونَ لأنّ إحراقَ الفَحمِ يَزيدُ من تلوُّثِ العالَمِ كثيرًا جدًّا.