القطارات

عندما مُدَّت أوائلُ السِّكَكِ الحديديّةِ قبل حوالي 150 عامًا، قالَ كثيرونَ إنّها أَعظَمُ الاختِراعاتِ قاطِبةً. آخَرونَ قالوا إنّ مُحرِّكاتِ البُخارِ الشّاخِرةَ المُدخِّنةَ وحوشُ جُهَنَّم. لا ريبَ أنّ القِطاراتِ وسِكَكَها غَيَّرَت عالمَنا. لم يَقتصِرِ الأَمرُ على تغييرِ الأَرصِفةِ والأنفاقِ غيرِ المَسقوفةِ لمَعالِمِ الأَرضِ بل أَصبَحَ بالإمكانِ نَقلُ النّاسِ والبَضائعِ لأوّلِ مرّةٍ لمَسافاتٍ طويلةٍ وبمَقاديرَ ضَخمةٍ وبسُرعةٍ لم يَكُن يُحلَمُ بها من قبلُ. كما سَمَحَتِ السِّكَكُ الحَديديّةُ للمُدُنِ بأن تَتضخَّمَ أَكثَرَ من أيِّ وقتٍ قَبلَهُ. واليومَ تَمتَدُّ شَبَكاتٌ ضَخمةٌ منَ السِّكَكِ الحديديّةِ خِلالَ بُلدانٍ كثيرةٍ. لو مُدَّت سِكَكُ حديدِ العالَمِ الرَّئيسةُ في خَطٍّ واحدٍ لطَوَّقتِ الكُرةَ الأَرضيّةَ 116 مرّةً. القِطاراتُ وسيلةُ نَقلٍ فَعّالةٌ كُفؤةٌ فهي تَستهلِكُ وَقودًا أقلَّ وتُحدِثُ تَلوُّثًا أقلَّ منَ السَّيّاراتِ والشّاحِناتِ، لأنّها تَنقُلُ حُمولاتٍ كبيرةً في رِحلةٍ واحدةٍ. كثيرونَ يَعتقِدونَ أنّ القِطاراتِ أَفضَلُ وَسيلةٍ للنَّقلِ للمُستقبَلِ نَظَرًا لما تُسبِّبُه السَّيّاراتُ والشّاحِناتُ من ضَرَرٍ للبيئةِ.