تَحديد المَوقِع بالصَّدى

مُعظَمُ الحيواناتِ تَستخدِمُ حاسّةَ الرّؤيةِ لتَجِدَ فَريسةً وتَتنقَّلَ في عالَمِها. لكنّ بعضَ الحيواناتِ تَستخدِمُ أُذُنَيها لِـ "تَرى". هذه الحيواناتُ تُصدِرُ أَصواتًا (غالبًا على شَكلِ طَقطَقاتٍ أو صَريرٍ) تَنتقِلُ مع مَوجاتِ الهواءِ أو الماءِ. عِندَما َتلتَقي مَوجةٌ صَوتيّةٌ جِسمًا جامِدًا، تَرتَدُّ عنه عائدةً. باستِماعِ الحيواناتِ إلى هذا الصَّدى، يكونُ بإمكانِها أن تُحدِّدَ مَوقِعَ الفَريسةِ أو العَقبةِ. الصَّدى يُعطي مَعلوماتٍ عن حَجمِ الجِسمِ، وشَكلِه، والمَسافةِ، وسُرعةِ تَحرُّكِه واتِّجاهِ الحَرَكةِ! هذه العمليّةُ نَدعوها تَحديدَ المَوقِعِ بالصَّدى، أو التَّحديدَ الصَّدَويَّ. بعضُ أَنواعِ الخَفافيشِ، والطُّيورِ، والزَّباباتِ، والحيواناتِ البَحريّةِ تَستخدِمُ تَحديدَ المَوقِعِ بالصَّدى. الوقتُ الذي يَستغرِقُه الصَّدى للعَودةِ يُشيرُ إلى حَجمِ الفَريسةِ، وبُعدِ المَسافةِ عنها، بل وحتّى إلى قِوامِها. بإمكانِ الدَّلافينِ أن تَكتشِفَ الفَريسةَ من بُعدِ مئاتِ الأَمتارِ، وبإمكانِ الخَفافيشِ أن تَعرِفَ ما إذا كانتِ الفَراشةُ اللَّيليّةُ كثيرةَ الشَّعرِ أو لا. عِندَما تَبدَأُ الخَفافيشُ صَيدَها، قد تُرسِلُ صَوتًا واحدًا في الثّانيةِ. على أنّه إذْ تَقترِبُ من فَريستِها، قد تُرسِلُ 200 صَوتٍ في الثّانيةِ أو أَكثَرَ.