البُيوت

تَعلُّمُ فَنِّ البِناءِ مَكَّنَ أسلافَنا مِنَ الَهرَبِ مِنَ الكُهوفِ المُظلِمةِ التي كانوا يَحتَمونَ فيها مِنَ الطَّقسِ والحَيَواناتِ الضّاريةِ. وَصَلَ سُكّانُ المَباني الأوائلُ، الذين كانوا يَبنونَ المَنازِلَ أينَما حَلُّوا، إلى أماكِنَ ليس فيها مَلاجىءُ طبيعيّةٌ كالكُهوفِ. حتّى سُكّانُ الأماكِنِ القَفْراءِ في المِنطَقةِ القُطبيّةِ المُتجمِّدةِ الشَّماليّة الإسكيمو، تَعلَّموا كيفَ يَستعمِلونَ الجَليدَ لبِناءِ بُيوتِهم الجليديّةِ المُقبَّبةِ (إغلو) (domed igloos). إلّا أنّ مُعظَمَ البُيوتِ تَتكوَّنُ من جُدرانٍ وسَقفٍ وتُبنى في تَشكيلةٍ ضَخمةٍ مِنَ الأساليبِ. المَوادُّ المَحلّيّةُ تَفرِضُ نوعَ البيتِ الذي يُبنى في مكانٍ ما، لكنّ المُناخَ مُهِمٌّ أيضًا، فمثلًا بُيوتُ جبالِ الألب لها أسقُفٌ شديدةُ الانحِدارِ لزَلقِ الطَّبَقاتِ الثَّقيلةِ مِنَ الثَّلجِ الذي يَتساقَطُ في الشِّتاءِ. المَنازِلُ الحديثةُ عادةً إنشاءاتٌ مُعقَّدةٌ تُخبِّىءُ في جُدرانِها شَبَكاتٍ مِنَ الأنابيبِ والكابلات التي تُزوِّدُ المَبنى بالماءِ والكهرباءِ وتَصرِفُ الفَضَلاتِ. لكن في أواسِطَ تركيا، ما يَزالُ بعضُ النّاسِ يَعيشونَ في كُهوفٍ كتلك التي أَمدَّتِ النّاسَ بالمَلجأ في عُصورِ ما قبلَ التّاريخِ.