الزُّجاج والخَزَف

أَلِفنا رؤيةَ الصَّلصالِ اللَّزِجِ والرَّملِ الجافِّ عند طَرَفِ الرَّفشِ لا على مائدةِ الطَّعامِ، إلّا أنّهما المُكوِّنانِ الأساسيّانِ في صِناعةِ الأطباقِ الفَخّاريّةِ التي نأكُلُ منها والمرطَباناتِ والقَناني التي تُعبّأُ فيها الأغذيةُ والمَشروباتُ المَحفوظةُ. الزُّجاجُ والخَزَفُ يَشترِكانِ في بعضِ الصِّفاتِ المُفيدةِ، فهما يَحولانِ دونَ سَرَيانِ الكهرباءِ والحَرارةَ ولهما أسطُحٌ صُلبةٌ عَديمةُ التَّفاعُلِ كيميائيًّا. لكنّهما يَختلِفانِ من نَواحٍ أُخرى. الزُّجاجُ مُنفِذٌ للضَّوءِ بخِلافِ الخَزَفِ، ولا ينكسِرُ الخَزَفُ، عندَ تَسخينِهِ. في أكثَرِ أشكالِهما الأساسيّة الزُّجاجُ والخَزَفُ قابِلانِ للكَسرِ، لكنّ مُضافاتٍ وطُرُقَ صناعةٍ خاصّةً تَجعَلُهما أكثَرَ صَلابةً. الزُّجاجُ والخَزَفُ قَديمانِ، فقد صَنَعَ قُدَماءُ المِصريّينَ خَرَزًا زُجاجيًّا زُخرُفيًّا قبلَ أكثَرَ من 5000 سنةٍ، والفخّارُ أقدَمُ حتّى مِنَ الزُّجاجِ.