اليابان

تَتكوَّنُ جُزُرُ اليابان من قِمَمِ سِلسِلةِ جِبالٍ مَغمورةٍ في المُحيطِ الباسيفيكي. ثلاثةُ أرباعِ اليابان تَقريبًا شديدةُ الانحِدارِ بحيثُ لا يَصلُحُ لا للزِّراعةِ ولا للبِناءِ عليه. سُكّانُ اليابان 126 مليونًا، يَعيشُ مُعظَمُهم في الأوديةِ وفي سهلٍ ساحليٍّ ضيِّقٍ. اليابان بَلدٌ صِناعيٌّ رئيسٌ. لكنّ نَجاحَهُ حديثُ العَهدِ إلى حدٍّ كبيرٍ، فحتّى عامِ 1853 كانَتِ اليابان مُقفَلةً في وَجهِ الأجانِبِ وكانَتِ الحُكومةُ تَرفُضُ استيرادَ المَكِناتِ الحديثةِ. لكن منذُ وقتٍ أقرَبَ إلى عَصرِنا الحاضِرِ، نَجحَتِ الشَّرِكاتُ اليابانيّةُ نَجاحًا كبيرًا في تصديرِ سِلَعِها، بحيثُ تُصدِّرُ اليابان أَكثَرَ ممّا تَستورِدُ وأَصبَحَت عظيمةَ الثَّراءِ. تأثيرُ الغَربِ على اليابان قويٌّ، لكنّ اليابانيّينَ يَعتَزّون كثيرًا بتُراثِهم الحَضاريِّ ودِينِهم. ما يَزالونَ يمُارِسونَ عاداتِهم القَديمةَ في الوَقتِ الذي يُطوِّرونَ تكنولوجيا أكثَرَ حَداثةً. مُعظَمُ اليابانيّينَ يَعتنِقونَ البوذيّةَ والشِّنتو معًا. رئيسُ الدَّولةِ إمبَراطورٌ، إلّا أنّ الحُكومةَ ديمقراطيّةٌ. لكن في الماضي كانَ النُّبَلاءُ والسّاموراي، وهم جُنودٌ مُحترِفونَ يَلتزِمونَ بقَواعِدِ شَرَفٍ صارمةٍ، يَحكُمونَ اليابان. على الرُّغمِ من أنّ جَماعاتِ السّاموراي قد حُلَّت منذُ زَمَنٍ طويلٍ، إلّا أنّ قَواعِدَ الشَّرَفِ تلك ما زالَت ذاتَ نُفوذٍ في الحياةِ اليَوميّةِ.